العمل التطوعيّ يعيش الإنسان في مجتمعٍ يحيط به الآخرون، يتأثر بهم ويتأثرون به فعلاً وقولاً، ولعلّ العمل هو أكثر ما يترك انطباعاً في النفوس ويرفع قيمة صاحبها المعنويّة، والاجتماعية، والإنسان بطبيعته الإنسانيّة يميل إلى العمل وفعل الخير ومساعدة الآخرين، وتفرض عليه نفسه وواجبه الإنسانيّ أن يقوم بأعمالٍ لا ينتظر عليه الأجر أو الشكر من الآخرين، وهذا هو العمل التطوعيّ، وهو أيّ عملٍ يقوم به الشخص بكامل إرادته ورغبته المطلقة من أجل تطوير المجتمع، وتطوير نفسه، أو إضافة قيمةٍ إيجابيةٍ لهم دون انتظار الشكر والأجر عليه، ويمكن أن يكون تطوّعاً مادياً، أو معنوياً، أو تطوّعاً بالجهد والوقت.
تكمن أهمية التطوّع في أنّه يعزّز الانتماء للمجتمع وتحمل المسؤولية، كما أنّ الأعمال المفيدة التي يقوم بها الفرد تجاه المجتمع تحقّق التنمية والفائدة له وتحلّ مشكلةً، أو ظاهرةً من الظواهر المزعجة فيه، عدا عن ذلك فهناك الكثير من الكوادر المؤهلة التي يمكن تسخيرها والاستفادة منها لخدمة المجتمع، كذلك تنمية حبّ الغير، وإنكار الذات في نفوس الأفراد، كما أنّ التطوع يعزّز الثقة بالنفس، ويقوّي الشخصية.
كيفيّة القيام بأعمالٍ تطوعيّةٍ - زيارة دور الأيتام وأخذ الهدايا لهم، أو يمكن الاتفاق مع دار الأيتام بعمل نشاطٍ ترفيهيٍّ لهم، أو اصطحابهم في رحلةٍ ترفيهيةٍ أو تعليميةٍ مدفوعة التكاليف، أو يمكن عمل برنامجٍ يقنع الأسر بأخذ أحد هؤلاء الأيتام معهم في البيت مدّة أسبوع مثلاً، أو كفالة أحد الأيتام وسدّ كامل احتياجاته المادية.
- يمكن القيام بعملٍ تطوعي في دار المسنين، أو ذوي الاحتياجات الخاصّة، بحيث يمكن الاتفاق مع المشرفين هناك ومساعدتهم بأعمالهم في رعايتهم والإعتناء بهم، أو الجلوس معهم للحديث معهم والترفيه عنهم، وكسرالوحدة والملل الذي يعيشونه.
- مساعدة أسر السجناء وتفقد أمورهم الماديّة والاجتماعيّة، وعمل زياراتٍ لهم في الأعياد والمناسبات.
- القيام بحملةٍ لجمع الأثاث والملابس التي يرغب أصحابها بالتخلّص منها وهي بحالةٍ جيدة وتسليمها للجمعيات الخيريّة، وجمعيات رعاية الأيتام واللاجئين والمنكوبين، كذلك يمكن القيام بجمع الغذاء والطعام وعمل طرودٍ غذائيةٍ وتوزيعها على الفقراء، والمحتاجين ومن لا معيل لهم.
- يمكن القيام بالعمل التطوعيّ في المدرسة أيضاً، بحيث يتمّ حصر الطالبات المحتاجات ومساعدتهن في دفع أقساط المدرسة واللوازم المدرسية، أو تقديم وجبة فطور لهنّ.
- يمكن القيام بتنظيف الحيّ ودهن أرصفة الشوارع، وجذوع الشجر، ذلك بعمل مجموعةٍ من المتطوعين وتوزيع العمل بينهم.
- يمكن التطوع بالاتفاق مع أحد المساجد بإعطاء دورة تحفيظ القرآن، أو تعليم وتفسير القرآن، وإعطاء دروسٍ دينيةٍ مهمةٍ في الحياة.